جلس رجل أعمى على عتبة إحدى العمارات واضعاً قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها (أنا أعمى أرجوكم ساعدوني).
فمر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليجد أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة، فوضع المزيد فيها. ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئاً قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير، فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي: (نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله).
أرأيت كيف أن تغيير الأسلوب الذي نخاطب به الآخرين يؤدي حتماً إلى تغير طريقة معاملة الناس لنا؟
- فإن كنت تعاني من جفاف المشاعر في أسرتك فابدئي بتغيير طريقتك :
1. في الحديث: اشكر والديك على ما قدماه لك، ذكرهم بمواقف سابقة تعبوا فيها وضحوا لأجلك أنت بالذات وبين لهم أنك لم تنسها وأن ما تنعم به من ثقافة وعلم ونعمة فهي – بعد فضل الله – من نتاج أيديهم. أشعرهم بمدى حبك وامتنانك لهم وسترى النتيجة السحرية.
أما باقي أفراد الأسرة من إخوة وأخوات فأكثر من الثناء على كل ما تراه جيداً
2. في التصرفات والأعمال: أظهر حنانك!
فما الفائدة من بقائه محبوساً في حنايا قلبك لا يعلم به أحد؟! ارحم والديك وإخوتك، وبين فترة وأخرى فاجئ كل شخص بعمل يشعره باهتمامك الخاص به، كتفكيرك بمشكلة يعاني منها والبحث عن حلول وعلاج والاتصال بمن سيساعده ... إلخ. وستفرحك النتيجة بإذن الله.
- غير في طريقة علاجك للمشكلات المتكررة بين أفراد الأسرة سواء الأم أو الأب أو الأخت أو الزوج... ابحث عن وصفة أخرى للعلاج..
- غير تخصصك الجامعي إن كنت تجزم بأنه سيزيد من معاناتك، واتجه إلى تخصص آخر تحبه وترى أنك ستبدع فيه..
- غيّر وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب.
- والأهم من ذلك غير أسلوب حياتك، علاقتك مع الله إلى الأفضل، وستجد أن نظرتك ستختلف إلى كل ما كان يضايقك.. وأن حياتك تغيرت إلى الأفضل..
وستتغير قناعاتك، فالضغوط التي تحيط بك من مشاكل وتأخر زواج أو إنجاب أو إخفاق دراسي وغيرها ستنظر إليها أنها ابتلاءات سيكفر لك فيها عن ذنبك فيرتاح قلبك.
والكآبة والضيق والهم والكدر المتواصل سينقلب إلى أمل وانتظار وانشراح وترقب لفرج الله وهذا وحده عبادة، والحرص على الدنيا والتكالب عليها وتمنى جمع أكبر عدد ممكن من المتع فيها من مال ونجاح وجاه ولشقاء من أجل ذلك سترينه تفاهات وتنظر إلى الجنة والراحة الأبدية والسعادة المستديمة فيها.
يقول تبارك وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
ودائماً اجعل عينيك مفتوحتين وحدث نفسك: كيف يمكنني معالجة نفس المشكلة بنفس الطريقة ثم أتوقع نتائج مختلفة؟!!!
**
المرجع: مجلة حياة العدد (93) محرم 1429هـ