تذكر دائما وأبداً إن مراقبة الأفكار مهمة ضرورية وليست اختياريه ووصولك إلى انسجام داخلي وثبات وتماسك بناء لا يأتي نتيجة صدفة محضة هل شعرتم يوماً من الأيام أنه لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تغير من ثباتكم هل مر بأحدكم أن أحس أن بداخله ثقة وشجاعة ولو لفترة خمس دقائق لكنه أحس حينها بجمال الثقة وبهاء الشجاعة وروعة التماسك.هل مر أحدكم بحالة نفسية شعر وقتها انه مسيطر على عاطفته ومتحكم في مشاعره فلا تذهب بها الرياح وتميل به الأهواء حيث تميل؟
إن السلام الداخلي يجعلك أنت بنفسك وحدك من يتحكم في الموقف…….إنها غاية صعبة المنال وتتطلب منا الجهد حتى نصل إليها. ليس من السهولة أن نتحكم في مشاعرنا ونوجهها حيث نشاء لأننا أحيانا نفقد السيطرة لقوة الموقف وصعوبته لكن الذين يتمتعون بالسلام الداخلي لديهم ما يمكن أن نسميه استعادة التحكم فهم يتميزون عن غيرهم من الناس أنهم وان كان للمواقف التي يواجهونها تأثيرا عليهم لكن لا يسترسلون خلف هذه المواقف إلى المجهول الذي لا يعلمونه بل سرعان ما يعيدون للمركب توازنه وللسفينة ثباتها حتى لا تغرق في لجج البحر وهو هنا بحر التيارات الفكرية التي ربما كانت مليئة بالسلبية و تشل حركتك ولو قلنا أن من أهم صفات الشخصية الايجابية بعد الثقة هي الثبات والتماسك لأصبنا عين الحقيقة، وفي المقابل إن التردد والانسياق خلف الانفعالات والأفكار والعواطف التي تبعدنا عن التماسك بسهولة هو الخطر الحقيقي الذي يسبب الأفكار السلبية ولو قلنا ( ما التفكير السلبي؟) إنه باختصار التشاؤم في رؤية الأشياء، المبالغة في تقييم الظروف والمواقف، إنه الوهم الذي يحول اللاشيء إلى حقيقة ماثلة لا شك فيها، وهذا بخلاف التفكير الايجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني إنه النظر إلى الجميل في كل شيء انه منهج حياة قائم بذاته وهناك معاهد متخصصة مهمتها فقط التدريب على التفكير الايجابي أو علم التفاؤل ولذا كان من أول أسباب التفوق والنجاح هو الايجابية في التفكير الأفكار السلبية تجتاحنا إثر مواقف تحدث لنا في البيت والأسرة والمدرسة والعمل ....
وكما ذكرنا حين لا نكون على ثقة تامة بأنفسنا و حين نكون مترددين ومهيئين للركض خلف كل انفعال عاطفي وجاهزين للانسياق خلف كل موقف وما يجره من ردات فعل سلبية تحدث في دواخلنا آثارا ندفع نحن ثمنها فيما بعد ! ولا أشك للحظة كما أنني أيضا على يقين تام أننا في أغلب الأحيان ننفعل وننجر خلف كل هذه المواقف السلبية ونصدق أيضا أفكارنا السلبية عن أنفسنا أو عن الآخرين ولو تأملناها قليلا لتيقنا أننا كنا نضخم الأمور ولا نتعامل أبداً معها بروية وموضوعية هنا أسباب تؤدي إلى التفكير السلبي أو إلى أن يكون الإنسان ذا تفكير سلبي منها
أ- الانتقادات والتهكم الذي ربما يتعرض له الفرد من محيط أسرته أو عمله أو أقاربه.
ب- كما أسلفنا ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية والاسترسال دونما روية مما يبعدهم تماما عن الثبات والهدوء اللذين يمهدان لشخصية ايجابية الفكر والسلوك.
ت-تركيز الإنسان على مناطق الضعف لدية ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل.
ث-الانطواء على النفس والبعد عن المشاركات الاجتماعية الايجابية والتدريب على التفاعل الاجتماعي.
ج-عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوقون عليه مع تجاهله لمواطن القوة والتميز لديه.
ح- المواقف السلبية المتربسة لدى الفرد من صغره.
خ- الحساسية الزائدة لدى البعض من النقد أو من التوبيخ.
د-الفراغ فهو سبيلاً يسيراً للأفكار السلبية فعدم وجود أهداف عظيمة وطموح لافت لدى الفرد يشغل عليه تفكيره ويحدده في نقاط معينة يسعى إلى صنعها ورؤيتها في واقعه من شأنه أن يوجد فراغاً فكرياً كبيراً.
ذ- تضخيم الأشياء فوق حجمها وعدم تفهم المواقف بعقلانية وهدوء.
ر- اتخاذ أصدقاء سلبيين في أفكارهم ونظرتهم ولا أحد يشك في تأثير الصديق.
ز- ابتعد عن كل ما من شأنه أن يصنع أفكاراً سلبية لا حقيقة لها في الواقع ومن ثم يصدها الفرد بل يرى أنها حقيقة وهذا ناتج ولا شك عن شخصية تعيش فراغاً وانعداماً للثقة.
س- الخوف والقلق والتردد يصنعان شخصية مزدحمة بالأفكار السلبية.
ش- مشاهدة البرامج أو الأفلام أو قراءة مقالات تحمل طابعاً سلبياً فإن لذلك أكبر الأثر.
ص- الاكتئاب والسوداوية في رؤية الأمور والمواقف.
أما طرق التخلص من الأفكار السلبية فنجملها في الآتي:
1- تحصيل الثقة بالنفس أولى خطوات الخلوص من التفكير السلبي، تأمل ذاتك جيداً ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله إياها لكنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتركز على مثالبك وتتأملها وهنا يكمن الخطر.
2- الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي
3- تذكر أن مراقبة أفكارك منهج حياة كامل يجب أن تتمثله وتسير عليه قم بإقصاء كل فكره سلبية ترد عليك لان الفكرة التي ترد على الإنسان مع الوقت تصبح إرادة ومن ثم تصير فعلا حتى تصبح عادة فانتبه من أول الطريق.
4- تذكر أيضا أن الثبات والانسجام الداخلي ضرورة لكل من أراد بناء شخصية ايجابية ولا تنس إن الوصول إلى هذه الأهداف لا يأتي في يوم وليلة أمامنا الكثير حتى نصل.
5- لابد من وجود أهداف سامية علمية وعمليه تسعى وتجد للوصول إليها فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي.
6- خالط الأشخاص الايجابيين وتعلم منهم.
7- شارك في دورات علميه ومهارية تكتسب منها مزيداً من الثقافة والعلم في مجال فن النجاح أو فن التفكير الايجابي.
8- إياك والانطواء على الذات فالعزلة أحياناً مرتع خصب للأفكار السلبية.
9- حذار من الوهم حاول دائما أن تميز بين ما هو حقيقة وبين ما هو خيال.
10- إياك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل أن تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين أفكار نشأت من ردات فعل متسرعة.
11- راجع نفسك دائما وقومها واعرف ما لها وما عليها وما هو من طاقتها وما هو فوق ذلك.
12- ابدأ صباحك بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضي والغبطة فلذك عظيم الأثر.
13-احرص على نفع الآخرين ومساعدتهم ومد يد العون لهم فان صدى هذا الخير يرجع إليك وأثره ينالك لا محالة.
14- لاتركز على مثالبك وعيوبك، امسك ورقة وقلما واكتب نقاط القوة لديك حتما ستتغير نظرتك.
15- ابتعد عن كل فكرة أو خاطرة علمت مسبقا أنها تقودك إلى حالة سلبية.
16- إذا اجتاحتك الأفكار السلبية أو خاطرة تشاؤميه ابق هادئا واسترخ وتأملها بعين الموضوعية حتما ستجد انك كنت تبالغ وتعطي الموضوع اكبر من حجمه.
17- تذكر أن التفاؤل سبيل عظيم نحو السعادة الداخلية فلا تحرم نفسك إياه فقط انظر إلى الجانب المشرق والجميل في الأشياء.
18- تعلم فن التجاهل للأفكار السلبية قل دائماً ( وماذا إذا)؟؟ امض في طريقك ثابتا هادئا الأمر ليس سهلا لكن الوقت كفيل أن يوصلك إلى هذا الانسجام الداخلي الرائع.