*
*
محطات- ضبط النفس المحطة الأولى:
لنتخيل أحبتي في الله إن النفس كالطفل الصغير إن تركته يتطلب وأنت تنفذ فسيكون
الأمر هكذا حتى يكبر بل ويتطور الأمر ليطلب مطالب كبرى
مثال :
طفل صغير مدلل اعتاد على أبويه بطلب مطلب صغير كلعبه يستمتع بها فيحطمها يطلب
للمرة الأخرى لعبه وهكذا حتى يكبر وهو يطلب مطالب تتفاوت بالحجم كل ما كبر طلب
شيء اكبر فإذا قدر الله وشاء مر الأبوين بازمه ماليه هل تتوقع من ذلك الطفل
يتوقف عن مطالبه؟
كلا بل سيجبر أبويه على تحقيق مطالبه ولو احتاج الأمر لأخذ سلفه ماليه (دَين)
ولو اعترض احد الأبوين على عدم تحقيق هذا المطلب سيكون الأمر عكسي فلذلك سيحتاج
الأمر لجهد جهيد وحزم حتى يعتاد هذا الابن على هذا الأمر وربما تبؤ المحاولات
بالفشل لأسباب سنذكرها لاحقاً .
لذلك فالنفس البشرية التي اعتادت على أن تقود صاحبها ولا يقودها فسيظل إمعه
يتبعها وليس لديه أي سيطرة على كبح جماحها(فالسيارة التي تعطلت فراملها أثناء
سرعه قويه لا تستطيع إيقافها فمهما كبست على فراملها فلن تستطيع السيطرة عليها
لتنجو من خطر الحوادث فالأمر مصيره إلى الهلاك)
فالنفس تحتاج للترويض فمهما تمكنت من شيء لا نقول هذا الأمر قد اعتدنا عليه لا
نستطيع بل نستطيع فكلمة لا نستطيع فلنحذفها من الفكر بالأساس.
فلو تركنا للنفس تسيطر بنا ستتقدم القافلة ونحن مازلنا نقف في نفس المكان الذي
توقفنا معها فيه .
فلذلك سنبدأ بخطوات نغير بها زمام الأمور ونقود أنفسنا بدلاً من قيادتها لنا.
المحطة الثانية:
أولا:
لنختار هدف معين لنجعله الأساس حتى نبني عليه الخطوات
مثال :
هدف الطفل الصغير الوصول للعبه وضعت على سطح مرتفع ماذا يفعل
فان امتنعوا عن جلبها له فإنه لا ييأس
بلعبته بين يديه وهو سعيد مبتسم نعم عانى وواجهه الصعاب وحاول بعدة محاولات حتى
وصل لهدفه فهو ذاق حلاوة الوصول للأمر المطلوب
1-يحاول رفع يده لأخذها فإن لم يصل لها 2-يقف على أصابع رجليه ليصل فإن لم يصل 3- يذهب لأحد أبويه أو من هو اكبر منه فيمسك بيدهم ويسحبهم إلى المكان المحدد 3-أتي بكرسي فيسحبه للمكان المحدد ثم يصعد ليقف عليه ويأخذ لعبته وها هو امسك إذا فالحياة لا تخلو من الصعاب فإذا فشلت مرة أو مرتين لا تتوقف بل استمر حتى
تتذوق حلاوة النصر وطعم النجاح.
هل تتوقع نجاح هذا الطفل بعدة المحاولات فقط لا غير؟
كلا بل لازم ذلك إصرار وعزيمة بالنفس للوصول للهدف مهما كلف الأمر وبلغت
الأسباب لذلك أول التغييرات
المحطة الثالثة:
ثانيا:
تغيير الأفكار السلبية الهدامة واستبدالها بالأفكار الايجابية البناءة.
اعتادت نفسي على الرفض والقبول وأنا امشي معها لا أقول لها هذا لا وهذا نعم بل
تركتها تفعل ما تشاء وللأسف دوما تشكو من اليأس والإحباط والضيق والنكد والخوف
وتحكم على الشيء قبل الشروع فيه بالفشل.
نعم وكل ما قالت كلا سنفشل لا تتقدمين قلت نعم سنفشل لم أعارضها قط ولم أجرب
ذلك يوماً ما.
فقضيت سنوات عمري وأنا اردد معها كلمة الفشل في جميع أموري سواء طرقت الأبواب
أو لم اطرقها.
فمكثت اقضي الليالي بدموع ساخنة يعتصرني الألم معها لا أحس بطعم للحياة.
لا أريد استقبال الناس لا أريد السعي طلباً للرزق ليس لي رغبه بالطعام ولا
بالشراب.
إحداهم تتوظف واجلس بين الجدران اندب حظي فلانة وفلانة توظفن وأنا حظي نحس ليس
لي حظ مثل غيري ...الخ.
فنسيت أن هذه الأمور هي أرزاق مقسمه من الخالق عز وجل
فلو قلت هذا هو رزقي ولو آمنت بقضاء الله وقدرة لارتاحت نفسي.
المحطة الرابعة :
نعم هو قضاء وقدر وأرزاق مقسمه لكن هل جاهدت نفسي وسعيت ؟؟
فلنقرأ إذا هذا الحوار
اجلس أنا ونفسي وأقول لها....
أنا: أريد أن أكون موظفه.
النفس: لا لا تذهبين ما احد بيوظفك.
أنا : لما تحكمين علي بالفشل وأنا لم اذهب.
النفس: أنتي عارفه حظك نحس وكل الأبواب مغلقه بوجهك.
أنا : أفكر بما قالت.
النفس: تتذكري يوم تخرجتي ما قبلتي بالجامعة تذكري يوم ذهبتي لمركز كذا وكذا وما
وظفوك.
أنا: أفكر بما تقول وأقول نعم صدقتي.
هنا تركتها تتحدث ويا ليت حديثها بالنجاح بل بالفشل وتقيس الأمر الجديد على
أمور أخرى.
وادخل معها في متاهات الحزن والضيق والنكد والكآبة والدموع ...الخ
هل فكرت يوماً بجديه بماذا سينفعني الحزن والدموع؟
هل أتوقع انه في يومٍ من الأيام ستطرق الوظيفة باب غرفتي وتقول هيا يا أسيل قبلناك
في مركزنا ؟؟؟
هل توقفي عن السعي سيحل لي أمراً ؟؟
هل فشلي في أمر معين أقيس عليه فشل أموري كلها ؟؟
هل لو ابتسمت ستنقلب الدنيا ؟
المحطة الخامسة:
الآن كما قلنا فيما سبق...
أولا: الهدف
ثانيا: التغيير في النفس
فهدفنا الآن كمثال : النحافة
أنا نحيفة جداً ونفسي تتقبل طعام ولا تتقبل طعام أخر وأحيانا من مجرد رؤية شكل
الطعام نفسي ترفضه تماماً ولا حتى مجرد التفكير في تذوقه فانا أريد أن أصل لوزن
مثالي وأريد جسم متناسق لا هو بالوزن الزائد ولا بالنحافة المفرطة..
التغيير:
أنا : أريد كسب وزن مثالي فنحافتي لا تعجبني.
النفس : لا يا أسيل اسمحيلي أنا ما اشتهي هالأكله ولا هذه ولا هذه.
أنا: انتهيت من كلامك؟
النفس: نعم
أنا : يا نفسي تركتك كثير ترفضي ولم اقل لك لا ولو لمرة واحده
النفس: أسيل وش فيك؟
أنا : اصمتي أريد أن أتكلم لا أريد مقاطعات منك أرجوك إوعديني أن تسمعي حتى
انتهي.
النفس: أسيل أسـ..
أنا: أرجوك
النفس :حاضر يا أسيل
أنا :شكراً
أنا: اسمعي يا نفسي أنا أريد منك إعطائي فرصة لمدة أسبوع أتحكم فيك فقط لا غير
لا أريد أكثر من ذلك وأريد خلال فترة هذالأسبوع تسمعين كلامي ولا تقاطعي ولا
ترفضي أي شيء أنا أريده ونحن سنكون على تفاهم ايجابي لا سلبي إن شاء الله
النفس: أسبوع يا أسيل لا أكثر.
أنا : أسبوع فقط لا غير.
المحطة السادسة:
البدء:
الفطـــــــور
(النفس): ياه يا أسيل ليس لدي رغبه أأكل من الصباح
(أسيل) : على ماذا اتفقنا ليس لك كلام ولا تخافي أنا سأأخذ أشياء مدرجه حتى
تتوسع المعدة قليلاً واغلب طعامي سيدخله مشروب كامل بإذن الله
بالأول أبداء بأمور سهله وخفيفة ثم أتعمق بالتدريج حتى أبداء بأخذ الوجبات
الثلاث مع إدخال وجبات خفيفة
فكل شيء ترفضه النفس من الآكل والشرب أعارضها فيه ولو حتى أخذه كتذوق وهكذا
فالواجب عدم مسايرتها وعدم إعطائها فرصة في خلال الفترة المتفق عليها...
طبعا لا اتخذ الشيء الذي لا فائدة منه كالمشروبات الغازية أو المنبهات كلا !!!!
بل يجب التقليل منها فاعتمد على غذائي كاللبن ومشتقاته
وعصير الفواكه الطازج المضاف له العسل والمكسرات
أركز على كل شيء مفيد وكل ما قالت شبعت يا أسيل و أنا لم أأكل إلا لقيمات أقول
كلا لم تشبعي كمان شويه.
ويجب أن لا أفكر بالشبع بل اجعل تفكيري بالجوع حتى أزيد من جرعات الطعام مع
الاهتمام بالجوانب الأخرى كالنوم والابتعاد عن السهر
خلال أسبوع مع إقناع النفس والعزيمة على الأمر وكل ما هممت بالتوقف أستعرض شريط
هدفي (بسلبياته وايجابياته)
النحافة:
الإيجاب: جسم وقوام رائع .. صحة وجمال.. التقليل من أمراض فقر الدم..
السلبي :جسم نحيل .. خمول وكسل مع أي مجهود .. خفقان بالقلب ..فقر الدم ..دوخه
وإغماء.. هزال بشكل عام.
فبذلك أجد أن المقاومه والإصرار والعزيمة على الاستمرار ستجنبني سلبيات كثيرة
أنا في غنى عنها
لذلك وخاصة الأشخاص المصابين بالأمراض الروحيه أريد منكم
وضع الهدف وهو الاستمرار على الرقية الشرعية، وتتحاورون مع النفس عليه كما مثلت
لكن!!!
وما أن تأتي فكرة التوقف استعرضوا شريط الهدف (بسلبياته وايجابياته)
المحطة السابعة:
تحديد الهدف والتغيير في النفس ليس نهاية المطاف بل هناك ضوابط مهمة للنفس حتى
نستمر على تغيرها من السلب للإيجاب
من الفشل للنجاح
ثالثا: ضوابط النفس
اخفف عن نفسي وحتى لا اعلق الأمور على شماعة الفشل.
1-الإيمان بقضاء الله وقدرة: بمعنى أن اقدر الأمور واضع لها عدة تقديرات حتى مثلا:
أنا حملت بعد سنوات من الزواج فكانت فرحة وسعادة غمرتني وغمرت زوجي وكل من حولي
فجأة بدأت فرحتي تتلاشى شيئاً فشيئاً أصابني نزيف بشهوري الأولى بدأت اقلق على
جنيني ذهبت للمستشفى أخذت العلاج اللازم مكثت بالمنزل مخدومة
لا أقيم من على الأرض بقدر ريشه وطلب مني النوم على ظهري ورفع رجلي على شيء
مرتفع حتى يتساوى ظهري ففعلت ذلك لأجل جنيني وضحيت براحتي أتحسس جنيني واضع يدي
على بطني وأدعو ربي بدموع ساخنة أن يحفظ الله ابني وأن يوقف النزيف استبشرت وان
عاد وجلت وبدأت أصول وأجول بالمستشفيات هنا وهناك ليتوقف هذا النزيف الذي يهدد
جنيني بالسقوط شاء الله وسقط جنيني!!!
هل أغلق الأبواب واذرف الدموع الساخنة؟
هل أتمتم بكلمات فيها اعتراض على قضاء الله وقدرة ؟؟؟
هل امتنع عن الناس؟؟
هل اقسم على نفسي أن لا تضحك ؟؟
هل إلى هذا الحد توقفت الحياة ؟؟
كلا لم تتوقف بل اقدر الأمور وأقول
أن الله سبحانه وتعالى قدر لي ذلك وقدر لجنيني عمره فربي ارحم بي من أمي لا
اعلم أنا الغيب الله وحده يعلمه.
لعل في استمرار حملي سأرقد طريحة الفراش لا حراك لمدة 9 شهور فذلك الأمر يقسم
الظهر للنصفين ومهلك وخاصة أن الطبيب أمرني أن لا أنام إلا على ظهري وقد رفعت
رجلي للأعلى
أتخيل ذلك الوضع و أنا اقضيه لمدة 9 شهور لا اله إلا الله ربي رحمني من هذا!!
لعل الله اخذ جنيني لأنه معاق أو مشوهه فرحمني ربي من هذه المعاناة التي سأجدها
بعد خروجه للدنيا.
لعل الله أخذه لأنه ابن عاق شقي..
قال تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن
يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {18/80}} (الكهف)
لعل الله أخذه ليأتي يوم القيامة فيمسك بيدي ليدخلني الجنة.
لعل الله أخذه ليرى مقدار صبري هل احمد واشكر ليعوضني أم أتسخط لأنال السخط..
إذا من خلقه في رحمي سيخلق غيره، الله لم يبتليني إلا لأنه يحبني
( ومن يرد الله به خيراً يصب منه)
الحمد لله غيري اخذ الله ابنهم بعدما كبر وترعرع أمام أعينهم
مصيبتي أهون من مصيبة غيري فلله الحمد والمنة.
قال تعالى:
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى
اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {9/51}} (التوبة)
وهكذا فتقدير الأمور تجعلك تؤمن بقضاء الله وقدرة .
المحطة الثامنة:
(الحزن , الهم , الغم , البكاء , النكد)
إذا فشلت بأمر معين أو خسرت حلم طالما حلمت به سأتوسد الحزن وتوابعه 2-الصبــــــــــر