قـصة السـمـكــة ( من أعظم و أقوى القصص ).

( آ‘ميـــــرٍة المـــوقـــع)

بسم الله الرحمن الرحيم

من كتاب و حي القلم للأمام الرافعي رحمه الله و قفت على هذه القصة الرائعة و أحببت أن أكتبها و لكم لأن هذه القصص هي التي نستفيد منها في الدنيا و الآخرة و حيث أنني أتجول في مكتبة جرير إذا أنا واقف اتصفح الروايات الهائلة التي تنتشر في أرفف المكتبه و أنتم تعلمون عن ( أغاثاكرستي ) الرائية المعروفة و التي ترجمت روايتها إلى أغلب اللغات العالمية حيث و صل عدد الكتب المنسوخة 2000 مليون كتاب بلغات عدة و بأجزاء عديدة فكرستي الروائية أبدت في فنون الروايات من الرومانسية إلى الجريمة فمعنى ذلك أنها روائية لا يعدلها روائي في زمانا و لا في هذا الزمان فما زالت لكتب تطبع و المشترين لروايتها يكثرون يوما بد يوم حتى عطلت مكائن الطباعة لتعبها في طباعة رواياتها ............
و حيث أني أقرأ عناوين الروايات و أختار ما يعجبني منها إذا أرى نفسي قد انتهيت من قسم رويات كرستي و إذا أنا أدخل في التراجم للروايات والروائيين العرب و إذ بكتاب قد دس من بين الكتب كان بعنوان ( وحي القلم ) قد شدني الكتاب و قمت بإرجاع ست روايات ممن اخترتها لكرستوي و شراء هذا الكتاب و إذ أنا أتصفحه إذ و قفت على قصة رائعة بل كثر من كلمة رائعة هي قصة ( السمكة )

مــــــــن أين لك هذه السمكة ؟؟؟!!! من هنا أحاول أن أبدأ الحديث عنها لعل فيا الفائدة لكم و لي أولاً ...........
أبصال هذه القصة محصورين ((( علما بأنها ليست من المخيلة العربية التي يبدعها الكاتب بل هذه القصص من الواقع العربي المكنوز بالتراث الهائل الذي يثري عقولنا بالعبر و الحكم و غيرها )
أبطالها هم
1 – ابن مســكين من مدينة خرسان بالعراق .
2- ابن الصياد البغدادي هم هذا من العراق .
3- الزاهد العظيم : بشر الحافي . رحمهم الله .

زوار القصة :
1 – لقمان الحكيم
2- الإمام أحمد بن حنبل
3- طلاب العلم رحمهم الله

و لكم قصتنا

كانت زوجة ابن مسكين الفقيه رمها الله و ابنها يبكون و يتضورون من الجوع و ابن مسكين رب الأسرة معهم كان ابن مسكين يتضور ثلاثة مرات جوعا _ لنفسه و لزوجته و لابنه _ حتى اقفلت الدنيا بوجه و لم يعرف ماذا يفعل ..........
من شدة البكاء لزوجة و لابنه ناما و خرج ابن مسكين كعادته في آخر الليل إلى المسجد ليصلي و يدعو ربه لعل الله يستجيب دعائه و هو كذلك و يتأمل بالحال الذي و صل إليه .....

بيته القديم لا يوجد به أي شيء يؤكل لو أن الصحراء اخرجت ما بها من شيء لم يخرج من بيت الحافي شيء ........... نعم لهذه الدرجة بلغ بابن مسكين .. حتى تمنى لو أنه فأر يأكل من خشب المنزل ليسد به جوعه و جوع عياله ......

اهتدى بابن مسكين الأمر حتى فكر أن يبيع بيته ليشتري به ما يسد به جوعه و جوع عياله إذ هو كذلك حتى الظهيرة غذ بابن صياد صديقه .........

تصافح الرجلان – رحمهم الله _ إذا ابن مسكين يكشو حاله لابن صياد , فقال له ابن صياد : أ لهذا الد الحد و صل بك و بأهلك من الكرب ... قال نعم ... و أنا اهتديت بأن أبيع منزلي

فهل تجد لي من يشتريه أو تقرضني من المال حتى اسد به جوعي و جوع عيال ... فإن بعت المنزل اعطيتك الدين .......

كان في يد ابن صياد قماش ملفوف فيه ( خبز و حلوى ) ...

قال ابن صياد لابن مسكين خذا هذا الخز و الحلوى ففيها ( بركة الشيخ ) بركة الشيخ ... نعم بركة الشيخ ... من هذا الشيخ المبارك ؟؟؟؟

قال ابن صياد لابن مسكين : سوف أحدثك بأمري .....

( هنا ألف قصة في قصة واحدة فليعذرني الجميع على استطرادي في القصص )

قال ابن صياد لابن مسكين :
حالي يا بن مسكين ليس بأفضل من حالك , فمنذ اسبوع و شبكتي لم تصطد شيئا و ليس عندي ما اسد به جوع عيالي و جوعي و لما رآني الشيخ الزاهد و إمام الزهاد ( بشر الحافي ) رحمه الله _ صا ر بيننا حديث و شكوت له ما بي ........

فقال لي بشر الحافي خذ شبكتك و تعالى معي إلى الخندق ( و الخندق هنا مكان الصيد )

قال ابن صياد : أخذت الشبكة و تبعت الشيخ بشر الحافي فلما و صلنا قال لي توضأ و صلي ركعتين و دعوا الله .... فعلت ذلك و ما زلت ألح بالدعاء إذ فرغت ..
قال لي بشر القي شبكتك فلما القيتها إذ تعلق سمكة كبيرة كبيرة حتى أنني لم أستطع أن أحملها أو أجرها من الماء و أنا فرح و أقول لبشر الحافي .. إنها سمكة كبيرة يا بشر

فلما أخرجتها قال لي بشر الحافي الآن خذها و بعها و اطعم عيالك ........

ذهبت بالسمكة إلى السوق و لما دخلت بالسوق , إذ بتاجر يعرض على شراء هذه السمكة , و اعطيته مبلغا كبيرا حق السمكة فلم يفاصلني و أعطاني المبلغ فاشتريت بالمبلغ خبزا و حلوى فأكلت أنا و أولادي و زوجتي و لم يبقى إلا ما في هذا الرغيف ,, فقلت :سأهديه إلى الزاهد بشر الحافي مكافأة له مساعدتي و دعاءه لي

فلما طرقت باب بشر الحافي فقال من بالباب : فقلت ابن صياد فقال : ادخل و إذا بيدك شيء ضعه عند الباب و ادخل...
ففعلت ما قاله لي : فقلت له بأني أحببت أن أعطيك شيء مما عندي فقال بشر الحكيم الزاهد
( لو أكلنا السمكة من يخرجها لنا ) هنا تبن لنا حكمة هذا الزاهد الذي لا يرضى بمقابل إزاء عمله لله((( و الأن نرى من يقرؤون على الناس من كلام الله يضعون نصب أعينهم المال و النصب على الناس هداهم الله )))
فخرجت و لقيتك فخذ يا ابن مسكين ما بهذا الرغيف و أطعم عيالك و أنا سأبحث لك من يشتري بيتك .............

ابن مسكين ...هذا العالم الفقيه فرح فرحا شديدا بالأكل إذ أنه و عياله لم يذق طعم الأكل من يومين

لم تنتهي قصتنا يا أحبابي في الله ...........................

و لما سلك ابن مسكين طريق بيته ليطعم عياله و ينتظر ابن صياد ليأتي بمن يشتري داره إذ عرض لابن مسكين عارض بالطريق ......... هذا العارض يعد من اشد أنواع الابتلاء الذي يلقيه الله ليختبر به عباده
هذا العارض مسكينة و بيدها طفل يتيم ........... تطلب من ابن مسكين أن يتصدق عليها لتطعم هذا اليتيم .....
نظر ابن مسكين لعيني هذا الطفل
إذ بعيني الطفل نظرات ألف عابد و ألف حكيم

ابن مسكين ........ هل يطعم هذا اليتيم مع أمه ؟؟؟؟ أم هل يطعم عياله الذين يتضورون جوعا من يومين .......
وقف ابن مسكين حائرا ماذا سيفعل ؟!!
فكأنما الجنة نزلت بين يديه إما أن يطعم اليتيم فيفوز بالجنة أو يطعم عياله و له الأجر من الله ففي بضعة أحدكم صدقة كما في الحديث الشريف

هنـــــــــا الابتلاء ...فكر ابن مسكين حتى هداه تفكيره بان أعطى المسكينة و يتيمها الطعام و بها مسح دمعة اليتيم

رجع ابن مسكين إلى حزنه القديم .. من أين سيأتي بالطعام عياله ؟؟؟ هذا ما عنده و أعطاه اليتيم و أمه

إذ بابن مسكين حائر إ ذ يسمع صوتا عاليا ينادي اسمه .........إنه ابن صياد ...
ماذا بك يا ابن صياد ؟ قال قله أين أنت يا ابن مسكين أتيتك الدار و لم أجدك ؟؟؟ و في دارك الخير الوفير فهناك الجمال المحملة بالزاد و المتاع ....

فرح ابن مسكين و لكن لم يعرف القصة لهذا الأمر
قال ابن صياد : و أنا بالسوق إذ اسمع بمنادي ينادي عن ابن مسكين البصري و الناس لم يعرفوا اسم بهذا
فقال الناس له : اتقصد ابن مسكين البغدادي ؟؟
قال صاحب القافلة : لا بل ابن مسكين البصري ........

و ابن مسكين البصري هو نفسه ابن مسكين البغدادي ( فعندما قدم ابن مسكين من البصرة إلى بغداد اصبح الناس يلقبونه بابن مسكين البغدادي و لكن مسقط رأسه البصرة )

و لم يعرف عن أمر هذا إلا ابن صياد فأخذت التاجر إلى دارك ...........

ذهبا إلى الدار فوجد ابن مسكين أن زوجته أكلت و انه و أخذت تتصدق بالخير للناس .
فرح ابن مسكين

و صاحب القافلة رجل قد تدين من والد ابن صياد مالا فلم يوفه له لسوء حالة فلما تجر هذا التاجر أخذ يبحث عن ابن مسكين الأب و لم يجده لأنه توفي و وجد ابنه فوفاه دينه

هذا هو جزاء من تصدق و آثر نفسه لغيرة طلبا الأجر و المثوبة من الله ..

( أعلم بأنني أطلت عليكم و لكن قصتنا لم تنتهي بعد )

أخذ بعدها العام ابن مسكين على نفسه بأن يتصدق على الفقراء و المساكين من هذا الخير بما تجود به نفسه لهم .........

و حلقات ابن مسكن لا تنفذ من طلاب العلم و خيره يزيد و يزيد

و يده تصل للفقراء و المساكين و المحتاجين ..............

كان على هذا الحادث إحدى عشرة سنة .......هذا ا قاله ابن مسكين فلما ذهب إلى خرسان و كان فيها لقمان الحكيم هذا الشيخ الذي تتجمع له أفواج من البشر لساع ما يقوله و تبكي العيون لحكمة الربانية
النابعة من قلب مؤمن بالله تعالى و مصدقا لنبيه

أحب ابن مسكين ان يحضر حلقة العلم عند ابن لقمان ... تأخر ابن لقمان عن الوقت و ارسل أحد تلاميذه بأن يخبر الجالسين لحلقته بأنه سيتأخر .....
فما قال هذا التلميذ بأن لقمان الحكيم سيتأخر .....
قال الجلاس من يحدثنا بحديث حتى يأتي لقمان . أحد التلاميذ بيد ابن مسكين و قال له أنت عالم جليل و قد اخذت العلم من كبار العلما من أحمد ابن حنبل أمام أهل السنة و الجماعة رحمه الله و غيره من التابعين
حدثنا بشيء ..... أخذا ابن مسكين موضعه و أخذ ينظر للجالسين و إذ هم كثر لا لاحقهم العين من كثرتهم و إذ بالأعناق تتطاول لرؤية ابن مسكين

فقال ابن مسكين في نفسه : و الله إن هذا له البلاء

تحدث ابن مسكين فقال :
من يومين رأيت في منامي رؤيا ذكرتني بحادثة لها إحدى عشرة سنة ......

رايت في منامي بأنني في يوم من أيام القيامة و وضعت حسناتي في كفة و سيئاتي في الكفة الأخرى و كانت سيئاتي قليلة و حسناتي كالجبال الشاهقة ( حسنات عالية لكل عمل قمت به ) من دروس العلم و كتابة الكتب و و و و وو

و لكن سيئاتي القليلة رجحت على حسناتي ............!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كيف هذه الحسنات الشاهقة ترجحها قليلة من قليل من السيئات ؟؟!!!!

فأتت الملائكة بالحسنة و هي كبيرة كبر الجبل إذ بداخلها ( دودة ) تنخر فيها كما ينخر السوس الضرس

هذا ما يسمى بــ( الرياء ) و العياذ بالله

فكل عمل ابن مسكين كان ( رياء ) هذا ما رآه في منامه

حتى يأس و ظن بأنه قد هلك إذ بمنادي من الملائكة يقول هل له عمل آخر فقال أحد الملائكة نعم

إذا هو صبره على جوعه و جوع عياله تمثل هذا الجوع بحسنة أتوا بها فوضعوها في الميزان فبدأ الميزان يرتفع و لكن ما زالت كفة السيئات ترجح

فقالت الملائكة هل هناك عمل آخر ... فقالو نعم إذا برغيف الخبز و الحلوى
قال ابن مسكين و ما ستفعل هذه الخبزة و الحلوى في الميزان فلما أتت الملائكة بالخبزة و الحلوى ليزنوها قالت الملائكة لا تزنوها كلها بل نصفها فنصفها له و النصف الآخر لابن الصياد فهم شركاء فيها
قال ابن مسكين و ماذا سيفعل النصف الكاملة لا تفعل شيء الأن يؤخذ نصفها ؟؟؟

فوضعوا النصف فما زال الميزان يرحج الحسنات إذ بقي القليل حتى ترجح كفة السيئات ....

فعلمت ( ابن مسكين )بأنني هالك

إذا تنادي الملائكة هل بقي له شيء ؟ لم يبق لي شيء

إذ قات الملائكة نعم بقي له دمعت المسكينة و يتيمها لفرحهم بالخبز و الحلوة

أخذت الدمعات الفرح و وضعت لتوزن إذ بها تكبر و تكبر حتى أصبحت كالبحر و إذ تخرج منها سمكة عظيمة ففزعت من نومي و أنا أقول كلمتين ..........

( مــــــــن أين هذه الســمـــكــة )

أخوتي القراء أنا لا أطلب منكم إلا شيئا واحد بردكم على هذه القصة و هو

ماذا استفدنا من قصة ابن مسكين البصري رحمه الله ؟؟؟

و لكم مني جميل الشكر و الامتنان

لا تنسونا من خالص دعائكم ؟

» أقوى القصص الواقعيه لا تفوتوها
» من أعظم وأجمل مساجد العالم
» قصه طفل تحدى أقوى الملوك .........
» من أروع القصص الحقيقية
» من اروع القصص الإسلامية المؤثرة