بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
لم ادرك انني اقاطع الاخرين او اكمل حديثهم الا منذ سنوات قليلة مضت وبعدها بفترة وجيزة ادركت مدى الضرر الناجم عن هذه العادة ليس فقط بالنظر الى الاحترام والحب الذي يكنه لي الاخرون ولكن ايضا بالنسبة للقدر الهائل من الطاقة الذي تستهلكه محاولة ان تفكر بدلا من شخصين في آن واحد .. فكر في هذا الامر لبرهة فعندما تطلب من شخص ما التعجيل تقاطع الغير او تكمل حديثه فعليك عندئذ ان تتبع ليس فقط افكارك بل وافكار الشخص الذي تقاطعه ايضا وهذا الاتجاه وهو سائد بين الافراد المشغولين يشجع الطرفين على الاسراع في حديثهم وتفكيرهم وهذا بدوره يؤدي الى شعورهما بالاضطراب والضيق والانزعاج .. ان مقاطعة الغير عملية مرهقة تماما كما انها تسبب الكثير من الجدل لانه إن كان هناك امر يحتقره كل الناس فهو الشخص الذي لا يستمع الى حديثهم وأنّى لك ان تنصت لحديث شخص آخر عندما تتحدث الى هذا الشخص.
بمجرد ان تلاحظ مقاطعتك لحديث الاخرين سوف تدرك ان هذه العادة الشريرة هي مجرد عادة بريئة كانت خافية عليك وهذا خبر سار لانه يعني ان كل ما عليك فعله هو ان تذكر نفسك وتكبح جماحها حين تنسى وذكر نفسك قبل ان تبدأ في الحديث مع الغير ان تتحلى بالصبر وان تنتظر حتى يفرغ الغير من الحديث .. مُر نفسك ان تدع الشخص الآخر يكمل حديثه قبل أن تبدأ انت في الرد سوف تلاحظ على الفور مدى تحسن تفاعلك مع الآخرين كنتيجة مباشرة لهذه الطريقة البسيطة وسوف يشعر من يتحدث اليك بارتياح اكثر عندما تتوقف عن مقاطعة الآخرين وسوف يقل معدل نبضك كما ستبدأ في الاستمتاع بحديثك مع الآخرين بدلا من انهائه على عجل .. إن ذلك يُعد طريقة أفضل كي تصبح شخصا أكثر عطفا وعلى سجيتك.
من كتاب لا تهتم بصغائر الامور