سعيد شاب مكافح يعمل بجد واجتهاد كي يتمكن من تأمين مصاريف زواجه وتأسيس عائلة في أسرع وقت بعد أن سأم حياة العزوبية وقد وعده جاره أبو أحمد أن يزوجه ابنته حالما يتمكن من تأمين مقدم شقة ولو صغيرة وقرا الاثنان الفاتحة على ذلك وكان سعيد يبذل قصارى جهده ليحقق ذلك ويحلم بعروسه الشابة ولو أنه لم تتم حتى الخطبة بشكل رسمي بعد.
في يوم تلقى إتصالاً من أبو أحمد يطلب منه مقابلته ذهب الى دكان أبو أحمد وقال له:
- السلام عليكم يا حاج ازيك وايه أخبارك؟
- وعليكم السلام يا ابني أنا كويس والحمد لله بس فيه موضوع محرج وعاوز أكلمك فيه بصراحة, باين ما فيش نصيب انك تتجوز بنتي؟
- ليه يا حاج؟ أنا عملت حاجة زعلتك لا سمح الله؟
- لا انت زين الشباب يا ابني بس فيه واحد تقدم لبنتي ومناسب من كل النواحي.
- مناسب ازاي يعني؟ شهادته اعلى مني؟
- لا.
- شكله أحسن مني؟
- لا.
- من عيلة كبيرة؟
- لا.
- يبقى أحسن مني بإيه؟
- والله هو عنده مرسيدس!!
- عنده إيه؟ مرسيدس؟ انت حتجوز بنتك للراجل ولا لعربية مرسيدس؟
- الراجل طبعاً بس انت عارف يا ابني المرسيدس دي حاجة تانية فخامة ايه وابهه إيه وعظمة إيه.
- انت بتهزر يا حاج؟ فيه واحد يجوز بنته لواحد ما فيش عنده أي صفة كويسة غير عربيته؟
- والله النصيب كده يا ابني.
- إيه دخل النصيب في الكلام الفارغ ده؟ قول الطمع عاوز كده.
ذهب سعيد الى جارهم الاخر أبو مصطفى كي يتوسط بينه وبين ابو أحمد شرح له الموضوع وقال:
- يرضيك يا أبو مصطفى إن بعد الشقى ده كله تروح مني عروستي وبالبساطة دي؟ وعلشان ايه ؟ عربية مرسيدس !!
- أولاً هي مش عروستك ولا خطيبتك حتى.
- ماشي بس احنا متكلمين وقاريين الفاتحة كمان.
- ثانياً المرسيدس دي بتغلب أي ورق تاني الجوكر يعني.
- ورق إيه يا أبو مصطفى هو احنا بنلعب بوكر وإلا بنتجوز؟
- جواز, ورق, اهو كله محصل بعضه المهم أن ورقة المرسيدس دي تغلب كل الورق اللي معاك.
- لا حول ولا قوة إلا بالله حتى انت يا أبو مصطفى؟؟!
بعد أن يأس سعيد من الوساطات قرر أن يذهب الى الشاب ويكلمه ويشرح ظروفه فربما تفهم وتنازل عن خطبة ابنة أبو أحمد. ذهب الى عنوان عمله فوجدها ورشة تصليح سيارات في أحد الاحياء الشعبية سلّم على الرجل الجالس هناك ويبدو عليه انه صاحب الورشة وسأل:
- حنفي موجود لو سمحت؟
- والله خرج علشان يملي عربيته المرسيدس بنزين.
امتعظ سعيد لدى سماعه كلمة مرسيدس ولكنه تحمل وقال:
- ممكن استناه؟.
- تفضل أهلاً وسهلاً.
جلس سعيد على كرسي قذر وبعد 10 دقائق وقفت سيارة قديمة عمرها لا يقل عن 40 سنة يتصاعد منها الدخان وأبوابها لا تدري إن كانت مغلقة أو مفتوحة ونزل منها شاب أشار إليه الرجل وقال:
- اهو ده حنفي.
- ده حنفي وامال فين المرسيدس بتاعه؟
- ما هي دي المرسيدس بس هي موديل 1965.
فرح سعيد عندما رأى السيارة القديمة وهرع بسرعة الى الحاج أبو أحمد وقال له:
- يا أبو أحمد المرسيدس بتاعة حنفي قديمة ومكسرة وعمرها 45 سنة.
- طيب وبعدين؟.
- وانت مش كنت عاوز تجوز بنتك لحنفي علشان عربيته؟ اهي طلعت عربية زبالة.
- برضه حاجوزها لحنفي .
- ليه بس ؟
- لأن المرسيدس هي المرسيدس ما حدش بيبص للعربية المهم اسمها مرسيدس وده كفاية فاهم اسمها مرسيدس!!! وروح بقى شوف لك حته تانية علشان أنا ورايا شغل , حاول تفهم الناس مش كلها حتيجي تشوف العربية بس كلها حتسمع ان عريس بنتي معاه مرسيدس وهو ده المهم !!! .
وكل مرسيدس وأنتم بخير.