أولا : الوقت هو الحياة
الوقت هو الحياة -للشيخ محمد حسان
مشاركةبواسطة المشرف العام » الاثنين أغسطس 17, 2009 4:18 pm
أولا : الوقت هو الحياة
أيها الأحبة الكرام : إن الوقت هو الحياة والعاقل هو الذى يعرف قدر وقته وشرف زمانه فلا يضيع ساعة واحدة من عمره إلا فى خير للدنيا أو للآخرة .
فالوقت من أعظم نعم الله ، قال تعالى :
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان : 62]
وليلفت ربنا أنظارنا إلى قدر الوقت وقيمة الوقت أقسم بالوقت فى آيات كثيرة من قرآنه .
فقال جل وعلا : وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى [الليل:1 – 2]
وقال جل وعلا : وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر: 1-2]
وقال جل وعلا : والعصر إن الإنسان لَفِي خسر إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]
فالوقت هو العمر .. هو الحياة
العاقل هو الذى يدرك شرف زمانه وقدر وقته ولا تراه فى ساعة من عمره إلا منشغلاً إما بعمل نافع للدنيا وإما بعمل نافع للآخرة .
وها هو نبينا يعلمنا أن الإنسان سيسأل عن ساعات عمره وعن أيام عمره كما فى الحديث الصحيح الذي رواه الترمذى عن أبى برذة الأسلمى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
]لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسمه فيما أبلاه[
وفى لفظ : ((وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه))(1)
وها هم سلفنا رضوان الله عليهم يعلمون كيف يكون الحرص على الوقت .
فها هو عبد الله بن مسعود يقول : ما ندمت على شئ كندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي .
ولله در القائل : إذا مر بي يومٌ ولم أقتبس هدىً .. ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري .
ويزداد الأمر خطرا إذا علمنا أن من أهم خصائص الوقت أنه يمر مر السحاب ويجرى جرى الرياح ، الأيام تمر والأشهر تجرى وراءها تسحب معها السنين وتمر خلفها الأعمار وتطوى حياة جيل بعد جيل .
وبين يدي الملك الجليل سيعلم الخاسرون الذين خسروا أنفسهم وضيعوا أوقاتهم وأعمارهم سيعلمون وكأنهم ما لبثوا في هذه الدنيا إلا ساعة :
قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [المؤمنون 118:113]
ومن أهم خصائص الوقت أيضاً أنه إن مضى لا يعود أبداً ولا يعوض كان الحسن البصري رحمه الله يقول : ما من يوم ينشق فجره إلا وهو ينادى بلسان الحال يابن أدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فأنى لا أعود إلى يوم القيامة .
أيها الخيار : الوقت هو أغلى وأثمن رؤوس الأموال ومع ذلك فأننا نرى كثيراً من إخواننا يقتلون الوقت قتل بل ولا يقفون على أخطر العوائق التي تحول بينهم وبين الاستفادة من أوقاتهم وأعمارهم وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء :
((عوائق الاستفادة من الوقت))
العائق الأول : إتباع الهوى .
والهوى ملك ظلوم غشوم جهول يهوى بصاحبه إلى الشر في الدنيا والهلاك في الآخرة.
يقول ابن عباس : ما ذكر الله الهوى في موضع من كتابه إلا وذمه قال تعالى :
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ [الجاثـية:23]
وحذر الله نبيا كريما من أنبيائه من الهوى قال تعالى :
يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ص:26]
وخاطب الله نبيه المصطفى بقوله : وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف: 28]
فالهوى يهوى بصاحبه إلي الشر في الدنيا والآخرة .
وفى الحديث الذي رواة البزار والبيهقى والحاكم والحديث حسن بمجموع طرقه من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((ثلاث مهلكات وثلاث منجيات ، أما الثلاث المهلكات : فشح مطاع وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وأما الثلاث المنجيات : فخشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضا )) (1)
هذا هو طريق الهلاك وهذا هو طريق النجاة .
فلو انقاد الإنسان لهواه زين له جلسة الفارغين وجلسة البطالين وزين لهم تحلل المتحللين من أوامر رب العالمين .
ترى المسلم يقضى الساعات الطويلة على مقهى أو يقضى جُلَّ الليل أمام المسلسلات والأفلام وإن سألت واحداً ما السبب ؟!!
يقول لك : أضيع الوقت !!!
هو لا يدرى أنه يقتل نفسه لأن الإنسان مجموع أيام فإن إنقضى يوم من أيامه إستقبل به الآخرة وأستدبر به الدنيا .
كما كان لقمان يقول لولده : أي بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا إستدبرت الدنيا وإستقبلت الآخرة فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها .
فيا أيها المسلم : إن وقتك هو الحياة .. إن وقتك هو العمر .. فلا تضيع ساعة من عمرك إلا وأنت في خير للدنيا أو في خير للآخرة .
فالهوى من أخطر العوائق التي ستصرف العبد عن استثمار وقته فيما يرضى الله جل وعلا .
العائق الثاني : طول الأمل
جميل أن تحمل أملاً في قلبك لتعمر الكون .. فالإنسان مفطور على حب الحياة ولا ينكر ذلك إلا جاهل بالقرآن والسنة .
جميل أن أعيش في الدنيا وأن أحمل الأمل في قلبي .
أن أُعَمِّر بيتاً لأولادي وأن أصل إلى أعلى المناصب وأرقى الدرجات .
وأن أحصل الملايين من الأموال من الحلال الطيب .
هذا شئ جميل لكن الخطر أن يحول طول الأمل بينك وبين طاعة الله جل وعلا !!
فطول الأمل مع قتل الوقت وتضييع العمل مصيبة كبيرة ومرض عضال إن أصاب الانسان شغله عن طاعة الكبير المتعال وفتنه بالدنيا وأنساه الآخرة .
وفى لحظة يرى نفسه بين عسكر الموتى بين يدي الله جل وعلا يتمنى الرجعة فيقال له: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا[المؤمنون: 100]
إحذر طول الأمل ، أن يحول بينك وبين طاعة الله سبحانه، وأن يمنيك بكلمة سوف تفعل وسوف تفعل وسوف تفعل .
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من طول الأمل فقال لابن عمر كما فى صحيح البخاري رقم (6413) : ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))
وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء .
هذا هو الفهم الحقيقي للأمل قال تعالى :
ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [الحجر:3]
فال القرطبي : ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل أى يشغلهم الأمل عن طاعة الله جل وعلا.
وروى عن علىّ ابن أبى طالب انه قال : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداً .
طول الأمل يمنيك وفى زيارة لي في أمريكا لفت نظري رجل مسلم عربي جار للمسجد ولكنه ما دخل المسجد مرة !!!
قالوا لقد مَنَّ الله عليه بالأموال ، ذكروه بالله ما تذكَّر !!! حذَّروه من النار فما خاف النار !!! ذكَّروه بكلام النبى المختار فما تحرك قلبه !!! : لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف :179]
فذهبت إلى هذا الرجل رأيته يبيع الخمر في محله ويبيع لحم الخنزير فقلت له : يا أخي اتقى الله ألست مسلماً ، المسجد إلى جوارك ما خطوت إليه خطوة وذكرت هذا المسكين بكلام الله وبحديث النبي عليه الصلاة والسلام .
قال : يا شيخ أعدك إن عدت إلى بلدي بعد ما أحصل من المال ما أريد أن أبنى لله مسجداً وأن أعكف فيه ولن أفارقه !!!
قلت له : أعطني هذه الفرصة لأوقع لك هذا العقد بهذه الصورة بينك وبين ملك الموت !!!
هل ضمنت يا مسكين أن تعود إلى بلدك ؟ !!
قال : أشهد الله ثم أشهدك أنني إذا أصيبت بحالة إعياء وحالة صداع أضع ورقة الدولار من فئة المائة على رأسي فيطير الصداع والألم في الحال .
قلت : أنت عبد للدولار وأنت عبد للدرهم والدينار كما قال النبي المختار : ((تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس وأنتكس وإذا شيك فلا إنتقش )) (1)
العائق الثالث : الفراغ
وآه من الفراغ على شبابنا وأخواتنا !! آه من الفراغ وخطره !!
والفراغ نعمة من آجل النعم ونحن لاندرى !!
روى البخاري من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)) (2).
قال الحافظ ابن حجر : فمن استغل صحته وفراغه في طاعة الله فهو المغبوط ومن استغل صحته وفراغه في معصية الله فهو المغبون .
والفراغ أنواع : الفراغ القلبي ، والفراغ النفسي ، والفراغ العقلي .
الفراغ القلبي :
أن يفرغ القلب من الإيمان !! وهو أخطر أنواع الفراغ على الإطلاق .
إذا فرغ القلب من الإيمان فصاحب هذا القلب ميت وإن تحرك بين الأحياء فالقلب وعاء الإيمان كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان الذي رواه الشيخان وفيه :
((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )) (3).
القلب هو الملك والأعضاء جنوده ورعاياه فأن طاب الملك طاب الجنود ورعاياه وإذا خبث الملك خبثت الجنود والرعايا .
فإن عمر القلب بالإيمان ما شعر الإنسان أبداً بالفراغ لأنه في كل لحظة سيتلذذ بالأنس بالله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مساكين والله أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يتذوقوا أطعم وأحلى ما فيها .
قيل : وما أطعم ما فيها ؟!
قال : ذكر الله والأنس بلقائه .
وفى الحديث الذي رواه أبو نعيم والديلمى وصححه الألباني من حديث عَلىّ أن الحبيب النبي قال :
(( مامن القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر فبينا القمر مضيء إذ علته سحابة ، فأظلم فإذا تجلت عنه أضاء)) (1) .
فكذلك نور الأيمان في القلب إن حجب نور الإيمان بسحائب الظلم والذنوب والمعاصي فتر الإنسان عن طاعة الله .
وفراغ القلب من الإيمان سيعرض القلب لكل أنواع الفتن لأن الفتن تعرض على القلوب كما قال والحديث رواه مسلم من حديث حذيفة قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عودا فأي قلب أٌشْرِبَها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود مُرْبَادَّا كالكوز مُجَخِّياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه وقلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض )) (2).
فالقلب وعاء الإيمان ومحط الفتن فإذا فرغ القلب من الإيمان تعرض الإنسان لكل فتنة وتشربها في قلبه .
وعلاج الفراغ القلبي بزيادة الإيمان إذ أن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والذلات .
يقول عبد الله بن مسعود : تفقد قلبك فى ثلاثة مواطن عند سماع القرآن وفى مجالس الذكر والعلم وفى وقت الخلوة بينك وبين ربك ، فأن لم تجد قلبك فى هذه المواطن فابحث عن قلبك فانه لا قلب لك !!
فإن القلب يمرض والإنسان لا يدرى وإن القلب يموت والإنسان لا يدرى.
إن الإنسان إذا مرض قلبه بمرض من الأمراض العضوية أسرعنا إلى الأطباء وهذه فطرة لكن القلب قد يمرض بالشهوات وقد يموت بالمعاصي والملذات وصاحبه لا يدرى على الإطلاق !!!
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعرى :
]مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت[
فالذاكر لله حي وإن حبست منه الأعضاء والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء !!
وخذوا هذه الوصفة البليغة من سفيان الثوري لرجل مرض قلبه ذهب إليه فقال : يا سفيان لقد ابتليت بمرض قلبي فصف لي دواء .
فقال سفيان : عليك بعروق الإخلاص وورق الصبر وعصير التواضع ضع هذا كله فى إناء التقوى وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه نار الحزن على المعصية وصفَّه بمصفاة المراقبة وتناوله بكف الصدق واشربه من كأس الاستغفار وتمضمض بالورع وابعد عن الحرص والطمع يشفى مرض قلبك بإذن الله .
أسأل الله أن يعيننا على هذا الدواء الناجح النافع .
والفراغ النفسي : النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل إن لم تفطمها بالطاعات قادتك إلى المعاصي والذلات .
النفس أمارة : إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي[يوسف:53]
فيا أيها الأخ الحبيب ويا أيها الوالد الكريم الفراغ النفسي مقتلة لشبابنا فإذا فرغت نفوسهم قاموا إلى كل معصية وانحرفوا في كل واد وفى كل طريق ضال .
إذا لم يجد الشاب عملاً يقوم به ورأى نفسه في فراغ انشغل بالمعاصي .. انشغل بالفتن والشهوات .. انشغل بالأفلام والمبارايات والمسلسلات .. انشغل بالمجلات الخليعة الجنسية الماجنة .. وبقراءة القصص التي تحول الزهاد العباد إلى فساق فجَّار !!!
والنفسُ إن ألجمتها بلجام الطاعة انقادت .
لأن الله جل وعلا قد زكى النفس ودلَّها على الطريقين فقال : وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:7-9]
وقال جل وعلا : فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعـات: 37-41]
فالناس صنفان صنف قد انتصر على نفسه وقهرها وألجمها بلجام الطاعة وجعل النفس مطية إلى رضوان الله والجنة أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم .
وصنف قهرته نفسه وانتصرت عليه نفسه وغلبته وقادته إلى كل شر فى الدنيا وإلى الهلاك فى الآخرة أسأل الله أن يحفظنا وإياكم من نفوسنا الأمارة بالسوء إنه ولى ذلك والقادر عليه .
[/size]