كيف نقرأ القرءان ؟
نقرأ القرءان كما أنزله الله عز وجل على قلب رسوله صلى الله عليه و سلم.
قال تعالى: ) وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ( ، وقال : ( وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا )
والمعنى للآيتين أن الله تعالى رتل القرءان ثم أمر رسوله بترتيله كأن الله يقول تثبت أيها القارئ للقرءان من قراءتك وتمهل فيها وافصل الحرف عن الحرف الذى بعده .
ولم يقتصر سبحانه وتعالى على الأمر بالفعل ولكن أكده بالمصدر اهتماماً بشأنه وترغيباً فى ثوابه ليكون عوناً على تدبر القرءان وتفهمه.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" الذى يقرأ القرءان وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأ القرءان ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " .
والتعتعة هنا هى :الصعوبة التى يجدها المسلم أثناء تعلمه على يد معلم متقن .
ولقد جاء عن الإمام علىّ كرم الله وجهه أنه قال
الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف) .
فتنبهوا إخوتى فى الله 000أيقظوا همتكم000 واستعدوا لفهم ما يُتلى عليكم ، وقبول ما يُلقى إليكم ، فإن الناس فى القرءان الكريم بين محسن مأجور، ومسىء آثم، فانظر ممن أنت ، ولا تكن مستغنياً بنفسك ، مستبداً برأيك ، مستكبراً عن الرجوع إلى ما يعينك على تصحيح لفظه وتجويد حروفه .
وفى هذا إشارة إلى قول الرسول صلى الله عليه و سلم " رب قارئ للقرءان والقرءان يلعنه" وذلك إذا أخل بالعمل الذى جاء فيه ومن جملة العمل بما فيه قراءته على الوجه الذى يرضاه الله سبحانه و تعالى.
فالتجويد فرض عين على كل من يقرأ شيئاً من القرءان خاصةً فى الصلاة .
ألا تخشى ألاّ تُقْبل صلاتك ؟!
_____________________________________________
- 20 -
القراءة الصحيحة للقرءان الكريم:
هى كل قراءة وافقت اللغة العربية ووافقت رسم أحد المصاحف العثمانية وصح سندها إلى الرسول صلى الله عليه و سلم.
و متى لم تتحقق الأركان السابقة فهى قراءة شاذة مردودة.
قال الإمام ابن الجزرى:
فكُلُ مَا وَافَقَ وَجْـهَ نَحْـوِ وَكَانَ لِلرَّسْمِ احْتِمَالاً يحوى
وَصَحَّ إسْنَاداً هُوَ الْقُرْءَانُ فَهــذِهِ الثـَّلاثَةُ الأَرْكَـانُ
وَحَيْثُمَا يّخْتَلُّ رُكْنٌ أَثْـبِتْ شُذُوذَهُ لَو أَنَّـهُ فِى الْسَبَعَةِ
هذه هى أركان القراءة الثلاثة أما شروط القراءة فأربعة شروط هى:
1- رعاية الوقف
2- رعاية الابتداء
3- حسن الأداء
4- عدم تركيب قراءة على قراءة أخرى
قال ابن الجزرى:
فَلْيَرْعَ وَقْفاً وَ ابْتِدَا وَلا يُرَكِّبْ وَلْيُجِدْ حُسْـنَ الأدَا
حديث قدسى
"يا دنيا من خدمنى فاخدميه ومن خدمكِ فاستخدميه"
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلّغ عن رب العزة
_____________________________________________
- 21 -
مراتب القراءة(1) :
وهى ثلاث مراتب :
1- التحقيق : هو القراءة بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعانى ومراعاة أحكام التجويد من إعطاء الحروف حقها من الصفات والمخارج ومد الممدود وقصر المقصور ومراعاة الترقيق والتفخيم وهو أفضل مراتب القراءة .
2- الحدر : هو الإسراع فى القراءة مع المحافظة على قواعد التجويد وليحذر القارئ من بتر حروف المد وذهاب صوت الغنة واختلاس الحركات .
3- التدوير : هو القراءة بحالة متوسطة بين الترتيل والحدر مع المحافظة على قواعد التجويد .
والترتيل ليس له مرتبه خاصة ولكنه مع المراتب الثلاث السابقة إذ هو يعنى القراءة بفهم وتدبير .
قال ابن الجزرى فى طيبة النشر
ويقـرأ القـرءان بالتحقيـق معْ حّــدْرٍ وتدويـرٍ وكُلٍّ مُتبــع
مع حُسن صـوت بلحون العَرَب مُرتَّـلاً مُجَـــوَّداً بالعـربى
بعض الأمور التى ابتدعها القراء وتعد من اللحن(2) :
1 – الترقيص : هو أن يزيد القارئ فى حروف المد ويُرقِّص صوته فيها .
2 – الترعـيد : هو أن يرعد الشخص بصوته كأنما يرعد من شدة البرد .
3 – القراءة باللين والرخاوة فى الحروف فتكون كقراءة الكسلان .
4 – عدم بيان الحروف المبدوء بها والموقوف عليها .
5 – إشباع الحركات بحيث يتولد منها حروف مد وربما يفسد ذلك المعنى .
6 – إعطاء الحرف صفة مجاورة له قوية كانت أو ضعيفة .
7 – تفخيم الراء الساكنة إذا كان قبلها سبب لترقيقها .
8 – المبالغة فى نبر الهمزة وضغط صوتها حتى تشبه صوت المتهوع أو المتقيىء .
-------------
(1) تيسير الرحمن ، سعاد عبدالحميد . (2) نهاية القول المفيد ص21 .
_____________________________________________
- 22 -