كان الرسول صلى الله عليه وسلم في جمع من اصحابه، يقطعون الصحراء في أحد
أسفارهم ، ونفذ الماء الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وعطش
الجميع ، فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يتفرقوا ويبحثوا
عن مكان فيه ماء .
وأسرع أصحاب رسول الله يلبون دعوة نبيهم وراحوا يبحثون عن الماء في كل مكان .
ولكنهم وبعد بحث طويل لم يشاهدوا أي أثر للماء ، ومن بعيد لاحت لهم إمرأة عجوز، تركب بعيراً لها ، تقصد بيتها البعيد .......
وكان مع المرأة قربتان صغيرتان مملوءتان بالماء ، لكن ماؤهما كان لا يكفي لإرواء عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه المرأه ؟أن تعطيه هاتين
القربتين ، ليشرب منهما هو وأصحابه ، وامتنعت هذه المرأه وقالت لرسول صلى
الله عليه وسلم وهي لا تعرفه : الماء الذي معي قليل أيها الرجال ، وهو لن
يكفيكم ، فدعوني أتابع سفري لأن بيتي بعيد ، وانا أحتاج هذا الماء في سفري .
لكن رسول صلى الله عليه وسلم طمأن المرأه ، ووعدها أنه لن يلمس ماؤها وأنه سيعيد إليها القربتين مملوئتين بالماء ......
وأستغربت المرأه فهي تعلم أن المكان مافيه قطرة ماء ...... فكيف سيعيد إليها القربتين مملوئتين بالماء ؟؟
فأخذ رسول صلى الله عليه وسلم القربتين وأفرغ ما فيهما من ماء قليل
في وعاء كبير ، وطلب من الصحابة أن يشربوا ، فشرب الصحابة كلهم وشرب رسول
صلى الله عليه وسلم حتى أرتوا ، وغسل الصحابة وجوههم وأجسادهم من هذا الماء
، وأمام دهشة العجوز ، أعاد رسول صلى الله عليه وسلم الماء المتبقي إلى
القربتين فامتلأتا دون أن ينقص منهما قطرة واحده ......... وأعطاها كيساً
مملوءاً بالتمر والسويق ، وقال لها أننا ماشربنا من مائك ، ولكن الله هو
الذي سقانا وروانا .......
وأسرعت المرأة إلى قومها والفرحة تملأ كيانها ، فقد عاد إليها
ماؤها وكسبت الطعام والتمر ، حتى إذا وصلت أهلها قالت : لقد إلتقيت قبل
قليل برجل مبارك سقاه الله وسقى اصحابه كلهم ، من ماء قربتي ، دون أن ينقص
من مائهما قطرة واحده ........... ولا شك أنه رسول الله حقاً .
وإني شهدت أحدى معجزاته اليوم فآمنوا به يا قوم .
فأطاعها قومها ، وذهبوا إلى رسول صلى الله عليه وسلم ، فسمعوا منه وآمنوا
بدعوته