قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده
تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ قلبه لمحبته
ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته .
هذه هي العبودية لله ..
وقال أيضا
:
وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه فشغل قلبه
عن محبته بمحبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم
فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره.
هذا هو الخسران المبين ..
إذا جلست في الظلام بين يدي الله داعيا ومتضرعا فاستعمل أخلاق الأطفال ..
فالطفل إذا طلب شيئاً ولم يحصل عليه بكى وبكى حتى يأخذه ..
فكن أنت هذا الطفل وأطلب حاجتك.
هذا هو التضرع لله ..
قال ابن عرف :
لو أن رجلاًَ توجه إلى هؤلاء الملوك في الدنيا لانتفع منهم وحصل على ما يريد،
فكيف بمن يتوجه صادقا إلى من له ملك السموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟
هذا هو اليقين بالله ..
في يومٍ من الأيام قرر جميع أهل إحدى القرى أن يصلوا صلاة الاستسقاء.
وتجمعوا جميعهم للصلاة.
لكن أحدهم جاء الى المصلى وكان يحمل معه مظلة !
هذا هو حُسن الظن بالله ..
قالت الزوجة :
بعد مضي 18 عاما من الزواج وطهي الطعام, أعددت أخيرا أسوأ عشاء في حياتي.
كانت الخضار قد نضجت أكثر مما يجب , واللحم قد احترق , والسلطة كثيرة الملح .
وظل زوجي صامتا طوال تناول الطعام .
ولكني ما كدت أبدأ في غسل الأطباق حتى وجدته يحتضنني بين ذراعيه ويطبع قبلة على جبيني .
فـسألته : لماذا هذه القبلة ؟
فـقال مبتسما و بحنان شديد : لقد كان طهيك الليلة أشبه بطهي العروس الجديدة, لذلك رأيت
أن أعاملك معاملة العروس الجديدة .
هذا هو الحب ..
هل جربت أن تلاعب طفلا عمره سنة واحدة بأن تقذفه للأعلى باتجاه السماء ؟
إنه يرتفع للأعلى ثم يهبط ، ولكنه يكون سعيدا ضاحكا . لماذا ؟
لأنه يعرف أنك ستلتقطه ولن تدعه يسقط على الأرض !
هذا هو التصديق ..
وأخيرا :
في كل ليلة نستعد للخلود إلى النوم ولسنا متأكدين من أننا سننهض من الفراش في الصباح ،
لكننا مازلنا نخطط للأيام القادمة .
هذا هو
الأمل ..