إن الرؤى التي يراها الانسان في منامه هي انعكاس لما وقع في حياته من خير أو شر ، وتعبير عما يجول في نفسه من دوافع ورغبات ، بل هي وسيلة لتهيئة نفسه لما سيقع من خير أو شر ،والرؤى أيضاً وسيلة من وسائل قراءة ما في الغيب من الامور التي يختارها الله له على أي نحو .
والملاحظ كثرة المنتديات التي تحاول تفسير الاحلام ، وقد يستطيع الانسان أن يُفسر رؤياه بنفسه .
وهذه بعض الوسائل المعينة لتفسير الأحلام والرؤى تفسيرا صحيحا يمكن إتباعها :
1/ أتق الله في اليقظة وأحسن ،وأعلم أخي أنه ليس كل رؤيا تُفسر:
فهذا إمام أهل التأويل ابن سيرين كان يُسأل عن مائة رؤيا من تفسير القرآن الكريم فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم وكان يجيب في خلال ذلك ويقول : إنما أجيبه بالظن , والظن يخطئ ويصيب .
2/ حدد ما هو الحدث المهم في الحلم:
ضع يدك - من الرؤيا - على المهم منها - أو الذي تراه يرمز إلى أي من أمور الواقع - أو ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة ، أو تنبيه ، أو منفعة في الدنيا أو في الأخرة، واطرح ما سوى ذلك من الحشو والخلط والأمور التي لا تنتظم والتي لا معنى لها .
3/ حلل ما رأيته مستنبطا بدلالة أصول التعبير الاتية :
أولاً : القرآن الكريم :
أعرض الرؤيا على كتاب الله فقد تجد تأويلها في بعض آياته مثل: اللباس الجديد قد يكون بشرى بزواج، لقوله تعالى: [هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن]،والحبل تعبره بالعهد، لقوله سبحانه( واعتصموا بحبل الله ".
* والسفينة تعبرها بالنجاة لقوله تعالى( إنا نجيناه وأصحاب السفينة". " والخشب تعبره بالنفاق لقوله عزوجل ( كانهم خشب مسندة )"
* والحجارة تعبرها بالقسوة لقوله جل ذكره ( هي كالحجارة أو أشد قسوة) "
* والطفل الرضيع تعبره بالعدو لقوله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون له عدوا وحزنا"
* والرماد تعبره بالعمل الباطل لقوله تعالى ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح "
* والماء يعبر بالفتنة لقوله تعالى ( لأسقيناهم ماءا غدقا لنفتنهم فيه) "
وأكل اللحم النيء يعبر بالغيبة لقوله تعالى ( أيحب أحدكم أن يكل لحم أخيه ميتأ" .
* والنعاس يعبر بالأمن لقوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)
* والبقل والقثاء والفوم والعدس والبصل يعبرلمن أخذه بانه قد استبدل شيئا أدنى بما هو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار لقوله تعالى ( فأدع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثاءها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذى هوخير)
* والشجرة الطيبة تعبربالكلمة الطيبة، والخبيثة بالكلمة الخبيثة لقوله تعالى ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. . .) " الأية
* والبستان يدل على العمل ، واحتراقه يدل على حبوطه ، لقوله تعالى ( فاصابه إعصار فيه نار فاحترقت )
والبيض يعبربالنساء لقوله تعالى ( كانهن بيض مكنون )،، وكذلك اللباس لقوله سبحانه وتعالى (هن لباس لكم) " * والنور يعبر بالهدى ، والظلمة بالضلال ( يخرجهم من الظلمات إلى النور) "
وهكذا ..
ثانياً : الحديث الشريف :
وكذلك تعرض الرؤى على ما جاء في الأحاديث الشريفة.
* كالغراب يعبر بالرجل الفاسق لأن النبي صلى الله عليه وسلم( سماه فاسقا) .
* والفارة تعبر بالمرأة الفاسقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها فويسقة .
* والضلع والقوارير تعبر بالنساء لقوله صلى الله عليه وسلم " المرأة خلقت من ضلع " وقوله " ويحك يا أنجشه رويدا سوقك بالقوارير" .رواهما ا لشيخا ن . ، والقميص يعبر بالدين لقوله صلى الله عليه وسلم "رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمر
بن الخطاب وعليه قميص يجتره " ، قالوا : فما أولته يارسول الله؟ قال : " الدين " أخرجه الشيخان . *
* واللبن يعبر بالعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوله بالعلم ، ويعبر بالفطرة لحديث الإسراء . *
* والمرأة السوداء الثائرة الرأس تعبر بالوباء لقوله صلى الله عليه وسلم : " رأيت كأن امرأة سوداء ثائره الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة - وهى الجحفة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)ا رواه البخاري . " *والغيث يعبر بالهدى والعلم لقوله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث . . . " الحديث متفق عليه .
* والصراط المستقيم يعبر بالإسلام ، والأسوار تعبر بحدود الله ، والأبواب المفتحة محارم الله لحديث النواس : "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع ، الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما . " والدار تعبر بالجنة ، والمأدبة تعبر أيضا بالإسلام ، والداعي الذي يدعو إلى المادبة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أجاب الداعي ودخل الدار، فتلك الرؤيا بشارة له بالجنة - إن شاء الله - لحديث البخاري : "جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم . . وفيه : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مادبة وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المادبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ياكل من المادبة ا .
* والإبل تعبر بالعز، والغنم بالبر كة، والخيل بالخير لحديث ابن ماجه : "الإبل عز لأهلها، والغنم بركة ، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة" . *
* والكلب يعود في قيئه يعبر برجل يعود في هبته للحديث المتفق على صحته "العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ) . *
* والأترجة تعبر بالمؤمن الذي يقرأ القران. والتمرة بالمؤمن الذي لايقرم القرآن . والريحانة بالمنافق الذي يقرأ القران . والحنظلة بالمنافق الذي لا يقرأ القرآن . لقوله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القران كمثل التمرة : لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثلإ المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه .
* والظلم يعبر بالظلمات والعكس ، والشح بالهلاك وسفك الدماء لقوله صلى الله عليه وسلم : "اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دمائهم ، واستحلوا محارمهم " رواه مسلم .
* والنخلة تعبربالمسلم لقوله صلى الله عليه وسلم : "إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ، حدثوني ماهي ؟ قال ابن عمر: فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا : حدثنا ماهي يارسول الله ؟ قال : هي النخلة" متفق عليه. *
* وحامل المسك يعبر بالجليس الصالح ، ونافخ الكيريعبر بالجليس السؤ للحديث المتفق عليه "مثل الجليس الصالح والجليس السؤ،.
ثالثاً : تأويلات الصحابة :
فالصحابة أعلام الهدى قد ألهمهم الله الرشد ، ومدهم بنور البصيرة ،وكان من أبرزهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
رابعاً : بظاهر الاسم :
فمثلاً اسم فاضل يدلُّ على الفضل، وراشد يدل على الرشد ،وسعيد بالسعادة الى غير ذلك من الاسماء
خامساً : دلالة المعنى ، أو وصفه :
فالياسمين والورد قد يدلان على قلة البقاء أو قصر العمر لذبولهما بسرعة.
والنار تعبربالفتنة ، لأن النار تقسد كل ما تمر عليه وتتصل به ، وكذلك الفتنة . والنجوم بالعلماء، لحصول هداية أهل الأرض بها . * والحديد وأنواع السلاح يعبران بالقوة والنصر. * والرائحة الطيبة تعبربالثناء الحسن وطيب القول والعمل . * والرائحة الخبيثة بالعكس . * والديك رجل عالي الهمة بعيد الصيت . * والحية عدو أو صاحب بدعة يهلك بسمه .
*وخروج المريض من داره ساكتا يعبر بموته ، ومتكلما يعبر بحياته . * والخروج من الأبواب الضيقة يعبر بالفرج والنجاة . * والسفر من مكان إلى مكان يعبر بالانتقال من حال إلى حال . * وموت الرجل يعبر بتوبته ورجوعه إلى الله ، لأن الموت رجوع إلى الله . * والزرع والحرث بالعمل . * والكلب عدو ضعيف كثير الصخب . * والأسد رجل قاهر مسلط . والثعلب يعبر برجل غادر ماكر محتال مراوغ عن الحق . * وكل زيادة محمودة في أعضاء الجسم فزيادة خير، وكل زيادة متجاوزة للحد في ذلك فشر. * وكل صعود وارتفاع فمحمود، وكل سقوط وخرور من علوإلى أسفل فمذموم .
سادساً : من اللغة ومعانيها :
فالسنُّ رمزٌ لسنِ الإنسان، أي: عمره. فقلع ضرسٍ ، أو سنٍّ أو ناب يدل على وفاة