بعد يوم طويل.. وشاق..
من الصبح فى الكلية.. محاضرات, وسكاشن, وورش. ومعامل..
و بعد الضهر بساعد أبويا فى الشغل..
و بعد مصايب وماعناة ومآسى فى المواصلات..
و انا فى الاتوبيس.. اصحى اصحى يا بشمهندس حضرتك نازل فين؟
نزلت فى المحطة اللى بعدنا واتمشيتها..
و على أول الشارع وانا شايف العمارة بتاعتنا..
أخيرا روحت البيت..
و طالع على السلم.. سمعت صوت بكاء طفل فى الدور اللى فوق..
العمارة بتاعتنا فيها أطفال كتير.. الصوت ده مش غريب عليا
و فوجئت بعبد الله جارنا فى الشقة الجنبينا - فى اولى ابتدائى وبنقوله يا بكار عشان شبهه اوى - قاعد على السلم وشنطة المدرسة على كتفه.. وهارى نفسه من العياط
- مالك يا بكار؟
- (بيعيط) آآآآآآآ ملكش دعوة.. سيبنى (و بيمسح دموعه بكفه الصغنون)
- ليه بس كده.. مالك؟ حد زعلك؟ قوللى وانا اموتهولك..
بصلى بعينيه مليانة دموع وقاللى
- عمو مش راضى يفتحلى الباب.. (و مسح مناخيره فى كمه)
- عمو مين؟
- معرفش
- متعرفش ازاى؟! انت كنت فين طيب ومدخلتش شقتكو ليه؟ قاعد كده ليه ع السلم؟ وعمو مين؟
- آآآآآآآآآآآآآآآ ه (عياط رهيب زى ما يكون افتكر حاجة من أسئلتى)
- (بطبطب عليه وبضمه فى حضنى) طب بس اهدا وقوم معايا.. انا هخبط على مامتك وادخل اقعد معاها
و فى بالى مش فاهم حاجة.. عمو مين ده اللى مش راضى يفتحله؟ وفين مامته؟ مش معقول سامعة العياط ده كله وسايبة ابنها برة الشقة..
مسكت بكار من ايده عشان يقوم
بس مش راضى يقوم.. وبيترعش
- مالك يا عبد الله.. قوم معايا عشان نخش لماما..
- لااا انا خايف..
- خايف من ايه بس.. مش ماما جوة؟
- خايف من عمو.. ماما مش جوة.. معرفش ماما فين (و راح شادد ايده من ايدى وعياط جامد)
- طب بس تعال نخبط ونشوف مين اللى هيفتح..
- لا لا والنبــــى.. بلاش.. انا خايف اوىىى.. عمو اللى هيفتح.. ماما مش جوة.. معرفش ماما فين آآآآآآآآآ
رحت قاعد جنبه ع السلم وقلتله
- طب بس فهمنى.. عمو مين؟
- (بيرد وهو بيعيط) انا مش عارف والله.. انا اول مرة اشوفه
- طيب.. شفته امتى؟
- من شوية صغيرين.. انا كت راجع م المدرسة وبخبط على ماما عشان تفتحلى..
- وبعدين؟
- عمو هو اللى فتحلى آآآآآآآآآآآ
- طيب بس اهدا ومتعيطش.. طيب شكله ايه عمو وكان لابس ايه؟
- (رعشة فى صوته) كان لابس أميس اسود طويل اوى.. ووشه أبيض أوى..
- وقالك ايه لما فتحلك؟
- مقالش حاجة.. أول ما شافنى كان بيضحك وراح قافل الباب جامد..
صراحة ابتديت اقلق.. عبدالله خياله واسع بس مش للدرجة دى.. وبعدين ده بيعيط وبيترعش جامد
قمت بسرعة قعدت ارن الجرس..
محدش بيرد..
رنيت الجرس كتير.. ومحدش رد
رحت مخبط على الباب..
و أول خبطة على الباب..
عبدالله زود فى العياط اوى وصوته على.. وهو لسه قاعد مكانه وباصصلى وانا بخبط
و كل خبطة عبدالله يصرخ.. وبردو محدش بيرد
- طب يا عبد الله انت مسمعتش صوت ماما لما فتحلك الباب؟
- لا
- طب قوم تعال ادخل معايا شقتنا دلوقتى وماما زمانها جاية.. تلاقيها بتجيب حاجة من تحت ولا حاجة.. ياللا قوم..
حسيت انه استريح اوى للاحتمال ده زى ما يكون حس ان هو الامل الوحيد.. وراح قايم
و فتحت باب شقتنا ودخلت ودخل معايا..
و اول ما دخلت..
مسكت التليفون عشان اتصل بنمرة مامت عبدالله..
جرس محدش بيرد..
اتصلت بيهم فى البيت.. محدش بيرد..
و عبد الله كان قاعد على الكنبة ولسه الدموع نازلة على خده..
بصيتله وانا مش عارف اعمل ايه
اهديه ازاى؟ طب مامته فين؟ وايه حكاية عمو ده كمان؟؟
و هو باصصلى وفى عينيه ألف تساؤل وحزن وخوف فى نفس الوقت
ابتسمت فى وشه وقلتله تيجى نقعد فى اوضتى نستنى ماما يا بطل
راح قايم معايا باستسلام ودخلته الاوضة ورحت اجيبله عصير عشان يشربه..
و رجعت الاوضة قعدت على الكرسى الهزاز اللى فى اوضتى وقعد على رجلى يشرب العصير..
و بص فى المرايا اللى كانت قدام الكرسى.. ابتسمتله راح باصصلى وبص للمرايا وضحك..
و راح مشاور على المرايا وقاللى
- مين اللى فى الصورة ده؟
رحت باصص ورايا وقلتله
- دى صورة جدى
- هو شكله وحش اوى كده ليه؟
ضحكت اوى وهو كمان ضحك..
و فجـــــــــــــ ــــــــاة..
جرس الباب رن.........
عبد الله اول ما سمع الجرس وقف الضحك واتنفض والعصير اتدلق منه شوية ع الارض
- مالك يا عبدالله متخفش تلاقيها ماما جت.. خليك هنا هروح افتح واجيلك ماشى..
- لا اجى معاك مليش دعوة
- طيب تعال يا سيدى
بمد ايدى على الاكرة عشان افتح الباب وعبدالله واقف على شمالى
و أول ما فتحت الباب..
و الباب بيتفتح حتة حتة.. وبيبان مين اللى وراه..
عبدالله راح مصرخ جامد اوى آآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآ
و راح داخل على جوة جرى
ببص مين اللى كان بيرن الجرس لاقيته واحد عادى.. واقف فى نص السلم
قلتله نعم؟
قاللى ازيك وعلى وشه ابتسامه باردة
قلتله الحمد لله.. اؤمر
قاللى مش دى شقة الاستاذ عفت
قلتله لا مفيش حد هنا اسمه عفت..
قاللى شكرا اسف للازعاج.. وعلى وشه نفس الابتسامة
قلتله العفو.. وقفلت الباب
و بعدين فى بالى ده مفيش حد فى العمارة كلها اصلا اسمه عفت
ببص م العين السحرية ملقتش حد على السلم خالص
و دخلت لعبدالله الاوضة لاقيته قاعد ع الارض وبيترعش جامد..
- مالك يا عبدالله وصرخت وجريت كده ليه؟
- عمو.. عمو...
- عمو مين؟؟
- عمو اللى فتحلى الباب..
- هو عمو اللى فتحلك الباب هو اللى خبط علينا ده؟
- اه هو هو والله
- بس ده مش لابس اسود يا عبدالله
- هو هو والله..
رجعت بسرعة تانى فتحت الباب اشوف حد واقف او حد فى الدور اللى فوق او اللى تحت
ملقتش حد
رجعت الشقة وطلعت البلكونة يمكن الاقى حد نازل من العمارة
بردو مفيش..
رجعت لعبد الله الاوضة وكان لسه قاعد ع الارض.. وبيترعش جامد
راح قايم وماسك فى رجلى جامد وقاللى انا خايف اوى.. انا عايز ماما
و راح مقعدنى على الكرسى وقعد على رجلى وحضن فيا جامد.. وبيترعش
قعدت اهز الكرسى يمكن يهدا شوية.. وانا فى قمة الحيرة مش عارف اعمل ايه
حسيت انه نام..
و انا كمان ابتديت ادوخ.. كنت تعبان جدا ونفسى انام
و الكرسى الهزاز مساعد على النوم..
نعست..
و فجـــــــأة..
صحيت من النوم على صرخة من عبدالله
..
..
..
و على احساس ان فى حد مسك الكرسى من ورا ومنع الكرسى من الاهتزاز
ببص على المرايا اللى قدامنا ملقتش حد ماسك الكرسى ولا حاجة
و بصيت انا وعبدالله على صورة جدى
و صرخنا انا وهو
..
..
..
..
الصورة مكنش فيها صورة جدى
كان فيها صورة الراجل اللى انا فتحتله الباب
و هو بيبتسم نفس الابتسامة بتاعته
..
..
..
..
و فجـــــــــــــ ــــــأة
..
..
..
..
..
..
..
..
(اصحى اصحى يا بشمهندس حضرتك نازل فين؟)
صحيت من النوم مفزوع..
الحمد لله
كان كابوس رهيب
و نزلت المحطة اللى بعدنا.. واتمشيتها..
و لما روحت لاقيت عبد الله نازل من اتوبيس المدرسة وطلع البيت جرى وانا وراه
خبط على مامته وفتحتله ودخل الشقة..
و انا دخلت شقتنا
و أول ما دخلت الشقة
لاقيت فى وسط الصالة راجل اول مرة اشوفه
لابس قميص اسود طويل
و بيبتسملى ابتسامة باردة