بسم الله الرحمن وبه نستعين
إن أعظم نعمة امتن الله تعالى بها علينا هي نعمة الإسلام، ونعمة إكمال هذا الدين، يقول تعالى : )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ( (3) سورة المائدة، فقد بيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه أكمل لنا ديننا فلا ينقصه أبداً، ولا يحتاج إلى زيادة أبداً، ولذا خُتم الأنبياء بنبيِّنا عليهم صلوات الله وسلامه جميعًا، وذكر فيها أيضاً بأنه رضي لنا الإسلام ديناً فلا يَسْخَطه أبداً، ولذلك بيَّن سبحانه بأنه لا يقبل غيره من أحد، قال تعالى: ) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ( (85) سورة آل عمران.
وفي إكمال الدين وبيان جميع أحكامه كلُّ نعم الدارين، قال تعالى: ) وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ( (3) سورة المائدة.
وهذه الآية الكريمة نص صريح في أن دين الإسلام لم يترك شيئاً يحتاج إليه الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا أوضحه وبيَّنه كائناً ما كان.
فهو دين كامل في مبناه، وافٍ في معناه، سامٍ في مغزاه، فقد جاء التشريع الإسلامي وافياً بحاجات الأفراد والجماعات، عادلاً من غير إفراط، سهلاً بلا تفريط، أبدياً صالحاً لكل زمان ومكان، كاشفاً لنواحي الخير، داعياً لسعادة الدارين، حائزاً لمميزات الخواتيم. كيف لا، وشارعه سبحانه الخبير الحكيم، ومبلِّغه محمد r الصادق الأمين، وكتابه المعجِز القرآن الكريم فحق لنا أن نفخر بأننا أهله، وحق لنا أن نعتز بأننا أتباعه، وصدق الشاعر حين قال:
وممَّا زادني شرفاً وفخـــــرا وكدتُ بأخمصي أطأُ الثريِّا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صَيــــرتَ أحمدَ لي نبيَّا
وقد اختص الله عزَّ وجل أمة محمد بمجموعة من الخصائص دون سائر الأمم والشعوب وهي مميزات أي عطايا ربانية ومنح إلهية وبشارات ذُكرت لنا في الكتاب والسنة المطهرة وهبنا الله إيانا ؛ وحرِّيٌ بنا أن نستذكر هذه الخصايا فإن هذه الفضائل تستحق الشكر والحمد والمعرفة والتطبيق والعمل لننال الأجر والسعادة في الدنيا والآخرة .
أمة محمد r هي خير أمة أخرجت للناس على الإطلاق خيرية ووسام وشرف يحمله كل مسلم قال تعالى : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} ولقوله r { جعلت أمتي خير الأمم }
نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة أي هي آخر الأمم ولكنها أول أمة تحاسب وهذا من الفضائل إذ أن الحساب والجزاء عظيم والأهوال عظيمة والانتظار من يجتاز الصراط ويدخل الجنة فقد جاء في الحديث الشريف { يُضرب الصراط فأكون أنا وأمتي أول من يُجيز ويجتازه } رواه البخاري ومسلم
أمة محمد r نصف أهل الجنة وهذا ثبت في الحديث الشريف وجعل الله أمته أكثر أهل الجنة لقوله r { أهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم } رواه الترمذي وحسنه أحمد والحاكم وصححه الألباني في الجامع الصغير
دخول سبعون ألف الجنة بغير حساب كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد
أعطى الله أمته الشهادة على الناس وجعلهم وسطا بين الأمم قال تعالى ) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (
اختص الله أمته أنهم شهداء الله في أرضه عن أبي هريرة y {مروا بجنازة على النبي r فأثنوا عليها خيراً فقال r وجبت ثم مروا عليه بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال r وجبت فقالوا يا رسول الله قولك في الأولى والأخرى وجبت قال r الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض } رواه النسائي وأصله في الصحيحين وصححه الألباني
حفظت هذه الأمة من الاستئصال والهلاك فلا تهلك بجوع لقوله r{ وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنةٍ عامة وأن لا يسلط عليهم عدوٍ من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم وأن ربي قال لي يا محمد إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإنني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدو من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها لن يضروا هذه الأمة بشيء أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً بسبي بعضهم بعضاً }( رواه مسلم في صحيحه )
لا يعدم عصرا ً من العصور على مدى التاريخ إلا وجماعة ظاهرة على الحق لقوله r { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك }رواه البخاري ومسلم أي إلى أن تقوم الساعة جيل بعد جيل وراية بعد راية وقيادة بعد قيادة هم في أرض الله يحملون همَّ هذا الدين
من رحمة الله بهذه الأمة أنه رفع عن هذه الأمة الجهل والنسيان وما استكرهوا عليه .
السلام والتأمين في الصلاة والسلام الذي بين الأمة فعن عائشة t قالت : قال رسول الله r {ما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على السلام والتأمين}ابن ماجه وفي الحديث { من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفرت له خطاياه} وكذلك ما يلتقي مسلمان ويتصافحا إلا وتساقطت ذنوبهما .
عمل هذه الأمة يعدل سبعين امة من الأمم لقوله r {ألآ إنكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل} رواه أحمد
اختص هذه الأمة بيوم الجمعة بما فيه من فضائل فيه صلاة الجمعة من صلاها كانت له كفارة لما بينهما ومن أدرك ساعة الإجابة فيها يستجاب فيه دعاءه ؛ قراءة القرآن ولا سيما سورة الكهف ؛ الصلاة على النبي فمن صلى على النبي r صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ً؛ فضل الاغتسال وأجره ؛وفضل الطيب وأجره ؛ فضل السواك وأجره فضل التبكير إلى المسجد وأجره ؛ السكوت والإنصات للخطبة وأجره التزوار والتراحم بين المسلمين وأجره .
هذه الأمة أقل عملا وأكثر عطاءً من عمل صالحا ً فلنفسه ومن أساء فعليها ؛ الحسنة بعشر حسنات إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة مثلا قراءة جزء واحد من القرآن فيه مئة ألف حسنة .
صفوفها في الصلاة كصفوف الملائكة أي متراصة مستقيمة يتمون الصف الأول فالأول.
جعل الله لهما عيدين هما الفطر وعيد الأضحى.
تعجيل الفطور وتأخير السحور لقوله r { لا يزال هذا الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطور إن اليهود والنصارى يؤخرونها } رواه أبو داود وابن ماجه
اختصت هذه الأمة بالحد في القبر وهو الشق البسيط في جانب القبر جهة القبلة وهذا فيه من الخير الكثير والفضل العظيم .
من رأى النبي r فقد رأه حقا ً لأن الشيطان لا يتمثل به .
قال r جُعلت لي الأرض مسجدا ً وطهورا ً .
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فالإسلام دائما يحث على الأيسر وكان rالصفحات [1] [ 2]